و في الرجل «وَ الَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما-
فَإِنْ تابا وَ أَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما- إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً
رَحِيماً[1]» فلما قوي
الإسلام أنزل الله «الزَّانِيَةُ وَ الزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما
مِائَةَ جَلْدَةٍ[2]» فنسخت تلك و
مثله كثير- نذكره في مواضعه إن شاء الله تعالى و أما المحكم فمثل قوله تعالى «يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ- فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ
أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ- وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ[3]» و مثله «حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ[4]» و منه قوله «حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ[5]» الآية إلى آخرها فهذه
كله محكم- قد استغنى بتنزيله عن تأويله و مثله كثير.
و أما المتشابه فما
ذكرنا مما لفظه واحد و معناه مختلف- فمنه الفتنة التي ذكرها الله تعالى في القرآن
فمنها عذاب و هو قوله «يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ[6]» أي يعذبون- و
قوله «الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ[7]» و هي الكفر- و منه
الحب و هو قوله «إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ[8]» يعني بها
الحب- و منه اختبار و هو قوله «الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا- أَنْ
يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ[9]» أي لا يختبرون- و مثله
كثير نذكره في مواضعه- و منه الحق و هو على وجوه كثيرة و منه الضلال و هو على وجوه
كثيرة- فهذا من المتشابه الذي لفظه واحد و معناه مختلف.
و أما ما لفظه عام و
معناه خاص فمثل قوله تعالى «يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ
الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ- وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ[10]» فلفظه عام و
معناه خاص لأنه فضلهم على عالمي زمانهم بأشياء خصهم بها- و قوله «وَ أُوتِيَتْ
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ[11]»