و معنى قوله وَ ما
تَكُونُ فِي شَأْنٍ أي في عمل نعمله خيرا أو شرا وَ ما يَعْزُبُ عَنْ
رَبِّكَ أي لا يغيب عنه مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا
فِي السَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرَ- إِلَّا فِي كِتابٍ
مُبِينٍ و قوله الَّذِينَ آمَنُوا أي صدقوا وَ كانُوا
يَتَّقُونَ- لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ- لا
تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ قال البشرى في الحياة الدنيا- الرؤيا الحسنة
يراها المؤمن- و في الآخرة عند الموت- و هو قول الله «الَّذِينَ
تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ- يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا
الْجَنَّةَ» و قوله «لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ» أي لا تغير الإمامة- و
الدليل على أن الكلمات الإمامة قوله «وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ» يعني الإمامة-
و قوله وَ لا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً- هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ إلى قوله بِما كانُوا يَكْفُرُونَ فإنه محكم- و
قوله وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ مخاطبة لمحمد ص نَبَأَ نُوحٍ أي خبر نوح إِذْ قالَ
لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ- إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَ تَذْكِيرِي بِآياتِ
اللَّهِ- فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ- فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ الذين تعبدون ثُمَّ لا
يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً أي لا تغتموا ثُمَّ اقْضُوا
إِلَيَ أي ادعوا علي وَ لا تُنْظِرُونِ.
و قال علي بن إبراهيم في
قوله وَ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَ أَخِيهِ- أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما
بِمِصْرَ بُيُوتاً- وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً يعني بيت المقدس