» و قوله كَذلِكَ
زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ يعني بعد اختبارهم و دخولهم فيه- فنسبه
الله إلى نفسه- و الدليل على أن ذلك لفعلهم المتقدم قوله ثُمَّ إِلى
رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ.
ثم حكى قولهم و هم قريش
فقال وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ- لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ
لَيُؤْمِنُنَّ بِها فقال الله عز و جل قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ
وَ ما يُشْعِرُكُمْ- أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ يعني قريشا و قوله وَ نُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ
كَما لَمْ يُؤْمِنُوا
بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يعني في الذر و الميثاق وَ نَذَرُهُمْ فِي
طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ أي يضلون- ثم عرف الله نبيه ص ما في ضمائرهم و
أنهم منافقون وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ
كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى- وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا أي عيانا ما كانُوا
لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ و هذا أيضا ما يحتجون به المجبرة و معنى
قوله إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إلا أن يجبرهم على الإيمان.