responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القمي نویسنده : القمي، علي بن ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 213

وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ‌

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‌ إِنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ ص إِنَّ الشِّرْكَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ- عَلَى صَفَاةٍ سَوْدَاءَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ، فَقَالَ كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَسُبُّونَ مَا يَعْبُدُ الْمُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- وَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَسُبُّونَ مَا يَعْبُدُ الْمُؤْمِنُونَ فَنَهَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ سَبِّ آلِهَتِهِمْ- لِكَيْلَا يَسُبَّ الْكُفَّارُ إِلَهَ الْمُؤْمِنِينَ فَيَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ قَدْ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ- مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ فَقَالَ: «وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ- فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ‌

» و قوله‌ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ‌ يعني بعد اختبارهم و دخولهم فيه- فنسبه الله إلى نفسه- و الدليل على أن ذلك لفعلهم المتقدم قوله‌ ثُمَّ إِلى‌ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ‌.

ثم حكى قولهم و هم قريش فقال‌ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ- لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها فقال الله عز و جل‌ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَ ما يُشْعِرُكُمْ- أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ‌ يعني قريشا و قوله‌ وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ‌

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‌ فِي قَوْلِهِ «وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ‌» يَقُولُ نُنَكِّسُ قُلُوبَهُمْ فَيَكُونُ أَسْفَلُ قُلُوبِهِمْ أَعْلَاهَا- وَ نُعْمِي أَبْصَارَهُمْ فَلَا يُبْصِرُونَ بِالْهُدَى‌

، وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع‌ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُغْلَبُونَ [يُقْلَبُونَ‌] عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ- الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ثُمَّ الْجِهَادُ بِأَلْسِنَتِكُمْ- ثُمَّ الْجِهَادُ بِقُلُوبِكُمْ- فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ قَلْبُهُ مَعْرُوفاً- وَ لَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً نُكِسَ قَلْبُهُ- فَجُعِلَ أَسْفَلُهُ أَعْلَاهُ فَلَا يَقْبَلُ خَيْراً أَبَداً

كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يعني في الذر و الميثاق‌ وَ نَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ‌ أي يضلون- ثم عرف الله نبيه ص ما في ضمائرهم و أنهم منافقون‌ وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى‌- وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ قُبُلًا أي عيانا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‌ و هذا أيضا ما يحتجون به المجبرة و معنى قوله‌ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ‌ إلا أن يجبرهم على الإيمان.

نام کتاب : تفسير القمي نویسنده : القمي، علي بن ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست