ولا سيما بعد ملاحظة
أن الرياح لا تحمل السحاب ، وإنما تدفعه من مكان إلى مكان آخر.
والنظرة الصحيحة في معنى الاية ـ بعد
ملاحظة ما اكتشفه علماء النبات ـ تفيدنا سرا دقيقا لم تدركه أفكار السابقين ، وهو
الاشارة إلى حاجة إنتاج الشجر والنبات إلى اللقاح. وأن اللقاح قد يكون بسبب الرياح
، وهذا كما في المشمش والصنوبر والرمان والبرتقال والقطن ، ونباتات الحبوب وغيرها
، فإذا نضجت حبوب الطلع انفتحت الاكياس ، وانتثرت خارجها محمولة على أجنحة الرياح
فتسقط على مياسم الازهار الاخرى عفوا.
وقد أشار سبحانه وتعالى إلى أن سنة
الزواج لا تختص بالحيوان ، بل تعم النبات بجميع أقسامه بقوله :
تأمل كيف تشير الاية إلى حركة الارض
إشارة جميلة لم تتضح إلا بعد قرون ، وكيف تستعير للارض لفظ المهد الذي يعمل للرضيع
، يهتز بنعومة لينام فيه مستريحا هادئا؟ وكذلك الارض مهد للبشر وملائمة لهم من جهة
حركتها الوضعية والانتقالية ، وكما أن تحرك المهد لغاية تربية الطفل واستراحته ،