ومن لا يؤذيه؟
فالفأرة تفر من الهرة ، ولا تفر من الشاة ، وكيف يهتدي النمل والنحل إلى تشكيل
جمعية وحكومة وبناء مساكن! وكيف يهتدي الطفل إلى ثدي أمه ، ويرتضع منه في بدء ولادته
:
وأما الهداية العامة التشريعية فهي
الهداية التي بها هدى الله جميع البشر بإرسال الرسل إليهم وإنزال الكتب عليهم ، فقد
أتم الحجة على الانسان بافاضته عليه العقل وتمييز الحق من الباطل ، ثم بإرساله
رسلا يتلون عليهم آياته ، ويبينون لهم شرائع أحكامه ، وقرن رسالتهم بما يدل على
صدقها من معجز باهر ، وبرهان قاهر ، فمن الناس من اهتدى ، ومنهم من حق عليه
الضلالة :
وأما الهداية الخاصة ، فهي هداية
تكوينية ، وعناية ربانية خص الله بها بعض عباده حسب ما تقتضيه حكمته ، فيهيئ له ما
به يهتدي إلى كماله ويصل إلى مقصوده ، ولو لا تسديده لوقع في الغي والضلالة ، هذا
وقد أشير إلى هذا القسم من الهداية في غير واحد من الآيات المباركة ، قال عز من
قائل :