لأحد أن يدرك كنههم و ذاتهم بسبب الحجب و الأستار بينهم و بين غيرهم .
( لا يتوهمون ربهم بالتصوير ، و لا يجرون عليه صفات المصنوعين ، و لا يحدّونه بالاماكن ، و لا يشيرون اليه بالنظائر ) و في بعض النسخ بالنواظر و في بعضها بالبواطن و معناها الابصار و الأمكنة ، لما ثبت ان الوهم و التصوير من خواص المزاج ،
و الجسم الكثيف ، لأن الوهم يتعلق بالأمور المحسوسة ذات الصور ، و لما كانت الملائكة منزهة عن هذه الأمور ، فلا يتوهمون ربهم بالتصوير ، و لا يعتقدون له صفات المخلوقين ، كالجسمية بأن يعتقدوا له مكانا محدودا ، او يتصوروا له مثيلا أو نظيرا فيجعلوا اللّه نظير ذلك الشيء ، لأن كل هذا من الوهميات ، و الملائكة ذوو عقول صافية لا طريق للوهميات اليها .
القسم التاسع منها فى صفة خلق آدم عليه السلام
المتن
( ثم جمع سبحانه من حزن الأرض و سهلها ، و عذبها و سبخها ، تربة ،
سنّها بالماء حتى خلصت ، و لاطها بالبلّة حتى لزبت ، فجبل منها صورة ،
ذات أحناء و وصول ، و أعضاء و فصول ، أجمدها حتى أستمسكت ، و أصلدها حتى صلصلت ، لوقت معدود ، و أمد معلوم ، ثمّ نفخ فيها من روحه ،
فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها . و فكر يتصرّف بها ، و جوارح يختدمها و أدوات يقلّلبها ، و معرفة بها يفرّق بين الحق و الباطل ، و الأذواق و المشام و الأجناس ، معجونا بطينة الألوان المختلفة و الاشباه المؤتلفة ،
و الأضداد المتعادية ، و الأخلاط المتباينة ، من الحرّ و البرد ، و البلّة و الجمود ، و المسائة و السّرور .
اللغة
الحزن بفتح الحاء من الأرض ما غلظ منها و اشتد كالجبل ،