هذه الحقوق قد غصبت و سلبت عنه ( منذ قبض اللّه نبيه صلى اللّه عليه و آله ، حتى يوم الناس هذا ) حتى الى ذلك اليوم بقي الخلاف عليه قائما على ساق ، ففي تلك الايام نازعه طلحة و الزبير و من سلك طريقتهما ، و ما كان غدر طلحة و الزبير و نكثهما البيعة ، بشيء جديد عند امامنا فانه لم يزل مظلوما من يوم وفاة النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم .
و قد روى المفيد الخطبة عن طارق بن شهاب في خبر طويل . . . : فو اللّه لا اكون كالضبع ، ينتظر حتى يدخل عليها طالبها ، فيضع الحبل في رجلها ، حتى يقطع عرقوبها ، ثم يخرجها فيمزقها إربا إربا ، و لكن اباك يضرب بالمقبل الى الحق المدبر عنه ، و بالسامع المطيع العاصي المخالف أبدا حتى يأتي عليّ يومي ، فو اللّه ما زال أبوك مدفوعا عن حقه مستأثرا عليه منذ قبض اللّه نبيه صلى اللّه عليه و آله حتى يوم الناس هذا . . . الخ .
و قد إختلف المؤرخون في المكان الذي خطب الامام فيه بهذه الخطبة فبعضهم روى انه عليه السلام خطب بها في مكة . و بعضهم في الربذة و بعضهم في ذي قار و اللّه العالم .
و هنا انتهت الخطبة السادسة .
الخطبة السابعة و من خطبة له عليه السلام
المتن
إتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا ، و اتخذهم له أشراكا ، فباض و فرّخ في صدورهم ، و ذبّ و درج في حجورهم ، فنظر باعينهم ، و نطق بألسنتهم ، فركب بهم الزّلل ، و زيّن لهم الخطل ، فعل من شركه