خلف عن يعقوب بن شعيب عن أبي
عبداللَّه عليه السلام قال: كان بين عيسى عليه السلام و بين محمد عليه السلام
خمسمائة عام، منها مائتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر، قلت فما
كانوا؟
قال:
كانوا مستمسكين (متمسكين- خ) بدين عيسى، قلت فما كانوا؟ قال: مؤمنين ثم قال: ولا
تكون الأرض إلّاوفيها عالم[1].
أقول:
بناء على ما هو المشهور في السَنّة الميلادية كان الفصل بينهما عليهما السلام ما
يقرب من 580 سنة ثم ان في الرواية إشكالًا آخر وهو التناقض بين الصدر الدال بنفي
نبي وعالم وبين الذيل الدال على دوام وجود العالم في الارض واللَّه العالم.
[704/
15] وعنه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن الخطاب وابن يزيد واحمد بن الحسن
جميعا عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: الذي تناهت اليه
وصية عيسى بن مريم (رجل) يقال له آبى.[2]
و
قال تعالى: «إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ
إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا» (آلعمران
55) فعيسى عليه السلام لم يقتله النصارى ولم يصلبوه وشبّه لهم الأمر في قتله (بل
قتلوا غيره) بل توفَّه اللَّه ورفعه اليه.
يقع
الكلام في الأمرين:
الاول:
في معنى التوفي؟ والظاهر قبض الروح من بدنه كما في سائر الآيات القرآنية.
الثاني:
في معنى رفعه الى اللَّه كما في الآيتين وهو يحتمل وجهين.