سادِسُهُمْ» فقال: هو واحد أحَدِيُّ الذات بائن من خلقه وبذلك وصف نفسه وهو بكل
شيء محيط بالاشراف والإحاطة والقدرة «لا يَعْزُبُ
عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ
ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ» بالاحاطة والعلم لا بالذات
لأنّ الاماكن محدودة تحويها حدود اربعة فاذا كان بالذات لزمها الحَواية.[1]
ورواه
في الكافي عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي
عمير عن ابن اذينة.
اقول:
علمه عين ذاته فقوله عليه السلام لا بالذات. سيق لأجل عدم إشتباه المستمعين وانه
ليس بمكاني.
و
الرواية تدلّ على علمه وقدرته وعدم تناهيه ونفي المكان عنه ثم عدم التناهي يستلزم
عدم العلم به وبالأولوية عدم دركه بالابصار.
واعلم
ان الصعوبة في باب العلم انما هي في عموم علمه تعالى بكل شيء أزلًا كما اشرنا
اليه وفي باب القدرة في كيفية قدرته واختياره تعالى وانه مختار بالاختيار الذي
يفهمه عموم الناس من امكان الفعل والترك أو بالاختيار الذي يفسره الحكماء والحق
هوالاول والبحث حوله طويل جداً حققناه في «صراط الحق» ولا يغني طلاب العلم
والتحقيق عن المراجعة إليه.
6-
الصفات الذاتية والفعلية وفيه معنى إرادته تعالى
[350/
1] الكافي: عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن حماد عن حريز عن
محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام انه قال في صفة القديم: انه واحد صمد
أحَدِيُّ المعنى ليس بمعان كثيرة مختلفة، قال: قلت: جعلت فداك يزعم قوم من اهل
العراق انه يسمع بغير الذي يبصر ويبصر بغير الذي يسمع، فقال: كذبوا والحَدوا
وشبَهَّوا، تعالى اللَّه عن ذلك انه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع قال:
قلت: يزعمون انه بصير على ما يعقلونه، فقال: تعالى اللَّه عنه انما يعقل ما كان
بصفة المخلوق وليس اللَّه
[1] . بحارالانوار، ج 3/ 322، التوحيد/ 131 و الكافي:
1/ 126.