و علي كل لابد من حمل الاستنطاق
و الاقبال و الادبار علي المعاني الكنائية[1]
علي جميع الاقوال فلاحظ.
و
اما حمل العقل في هذه الرواية علي العقل الكلي المجرد المصطلح عند الفلاسفة علي
تقدير تسليمه فهو غلط اذ ينفيه ذيل الحديث من قوله و لا أكمّلك إلي آخر الحديث.
و
منها ان في بعض المرسلات عن النبي صلّي الله عليه و آله وسلّم أوّل ما خلق الله
العقل (97: 1 البحار) و كأنه مع ارساله ليس من طريقنا.
نعم
في رواية سماعة ضعيفة بعلي بن حديد[2] (الكافي
21: 1) عن الصادق عليه السّلام: إنّ الله عز وجل خلق العقل و هو أوّل خلق من
الروحانيين عن يمين العرش من نوره، فقال له ادبر، فادبر. ثم قال له: اقبل فاقبل
... و الرواية طويلة. و كذا في رواية هشام الطويلة بنقل تحف العقول (158: 1
البحار) و علي كل يصعب تصور كون العقل باحد المعنيين المتقدمين أوّل المخلوقات أو
أول المخلوقات من الروحانيين[3].
[1] - يحتمل ارادة المعنى المطابقى فى الاستنطاق على
فرض ارادة الروح من العقل و تفسيره يقول تعالى( أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا
بَلى).
[3] - تعرض المجلسى رحمة الله لنقل الاقوال فى اول ما
خلقه الله تعالى فى 306: 54 إلى ص 309 و قال: وروى الكلينى وغيره، باسانيدهم
الكثيرة. عن أبى عبدالله( ع) قال: إن الله خلق العلم و هو أول خلق من الروحانيين.
اقول لم أفز على هذه الرويات سوى
رواية الكلينى المذكورة فى المتن الضعيفة سنداً حتى اعلم هل فيها معتبرة سنداً أم
لا؟ و فى رواية معتبرة عن الباقر عليه السّلام كان كل شىء ماء و كان عرشه على
الماء ..( 98: 54) و مقتضاها ان الماء اول مخلوق جسمانى، نعم مكانه مقدم عليه قهراً
و لا اذكر عاجلا دليلًا معتبراً على اول المخلوقات والله العالم.