الرفع ثم احيائه ثانياً بل كل
ذلك تصرف فى الآيات و تكلف بلا وجه فلا نقبله.
نعم
فى استعمال كلمة الرفع فى حقه: (وَ رافِعُكَ ..)،
(بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) نوع إشعار بحياته عليه السّلام بعد
وفاته، و ان امكن ارادة رفع روحه فقط من دون جسده لكنه عام فى جميع الانبياء و
الصلحاء مع انه لم يستعمل فى حق غيره سوى ادريس عليه السّلام،
(وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) و موت ادريس ليس بمتفق عليه فان بعض
الباحثين قال بحياته لاجل هذه الكلمة و لا شىء احسن و احوط من ان نقول فى حق عيسى
عليه السّلام و بقائه الى حين ظهور المهدى عجل الله فرجه: والله العالم.
ثم
إن فى الآيات الواردة فى حقه عليه السّلام امران ينبغى ان نشير اليهما:
اما
الاول فيتحمل ان يكون المقصود من الذين اتبعوا عيسى عليه السّلام هم خصوص من آمن
بعيسى من أمته فقط، إلى حين ان يتوفاه الله، والمراد بالذين كفروا، اليهود و غيرهم
ممن لم يؤمنوا به، لكن ينافيه توقيته بيوم القيامة، اذ الفوقية المعنوية لهم عليهم
باقية بعد يوم القيامة، والفوقية الجتماعية و نحوها لم تثبت لهم، وان اريد
بالفوقية، الفوقية بالحجة، فنقول بعدم بقائها الى يوم القيامة بعد فناء الطرفين و
لا أقل بعد فناء الذين اتبعوه، على ان الفوقية بالحجة لا تتقد بزمان.