و فى وجوب الاعتقاد بنبوة من
ثبتت نبوته بالخبر الواحد المعتبر سنداً بحث لان النبوة من اصول الدين و مثلها لا
يثبت بخبر الواحد و يدفعه أن نبوة أحد من الأنبياء السالفين بعينه ليست من اصول
ديننا و انما هى من الفروعات الجزئية الاعتقادية فهى تثبت بخبر الواحد، لكن فى
وجوب البناء القلبى عليها مع ذلك بحث و الله العالم.
الباب
15: قصص زكريا و يحيى عليهما السّلام (163: 14)
أورد
فيه آيات و روايات اكثر من اربعين روايات و المعتبرة منها المذكورة برقم 2.
نكتة: من
الظاهر الفضيلة عيسى بن يحيى سلام الله على نبينا و آله و عليهما- فانه من اولى
العزم من الرسل كما مر، لكن السؤال فى تفاضل سلاميهما بعضهما على الاخر، فان يحيى
عليه السّلام سلم عليه الله تعالى بقوله: (وَ سَلامٌ عَلَيْهِ
يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ[1]
وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) و عيسى عليه السّلام سلم على نفسه
بقوله: (وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ
يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) و يمكن ان نقول بالفضيلة تسليم الله على شخص،
ويمكن العكس. بناء على حكاية تسليم عيسى عن علو منصبه و اختياره، و ليس سلام عيسى
على نفسه مجرد دعاء اذ لا معنى له بالنظر الى يوم الولادة، بل هو اخبار صرف، كما
أنّ
[1] - هل يمكمن ان نجعل لفظ الموت دليلًا على كذب
الروايات غير المعتبرة سنداً الدالة على قتل يحيى عليه السّلام و لاسيما مع ملاحظة
قوله تعالى فى حق نبينا صلّى الله عليه و آله و سلّم:( أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ
قُتِلَ). فيه وجهان.