هنا
يقوم بممارسه الاستدلال حيث يؤكد الصدر على ما يلى:
(
(أن هذه الرساله بتلك الخصائص التى درسناها فى الخطوه الثانيه، هى أكبر بدرجه
هائله من الظروف و العوامل التى مر استعراضها فى الخطوه الأولى، فان تاريخ
المجتمعت و ان كان قد شهد فى حالات كثيره، انسانا يبرز على صعيد مجتمعه، فيقوده و
يسير به خطوه الى الأمام، غير أننا هنا لا نواجه حاله من تلك الحالات، لوجود فوارق
كبيره.
فمن
ناحيه: نحن نواجه هنا طفره هائله و تطورا شاملا فى كل جوانب الحياه، و انقلابا فى
القيم و المفاهيم التى تتصل بمختلف مجالات الحياه الى الأفضل، بدلا عن مجرد خطوه
الى الأمام: ان مجتمع القبيله طفر رأسا على يد النبى الى الايمان بفكره المجتمع
العالمى الواحد، و ان المجتمع الوثنى طفر رأسا الى دين التوحيد الخالص، الذى صحح
كل أديان التوحيد الأخرى، و أزال عنها ما علق بها من زيف و أساطير. و أن المجتمع
الفارغ تماما تحول الى مجتمع ممتلى تماما، بل الى مجتمع قائد يشكل الطليعه لحضاره
أنارت الدنيا كلها.
من
ناحيه اخرى: ان أى تطور شامل فى مجتمع، اذا كان وليد الظروف و الموثرات المحسوسه،
فلا يمكن أن يكون مرتجلا، و مفاجئا، و منقطع الصله عن مراحل تمهد له، و عن تيار
يسبقه و يظل ينمو و يمتد فكريا و روحيا حتى تنضج فى داخله القياده الكفوءه لتزعمه،
و للعمل من أجل تطوير المجتمع على أساسه.