نام کتاب : عدالة الصحابة على ضوء الكتاب و السنة و التاريخ نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 35
اقول ان ارادو اثبات عدالة
الصحابة بهذه الروايات ففيه انه مستلزم للدور المحال فان حجيتها موقوفة على اثبات
عدالة الراوى الاول الذى هو صحابى لا محالة و المفروض اثبات عدالة الصحابة بهذه
الروايات. فاثبات العدالة يتوقف على نفسها و هو محال.
ثم
مع الغض عن هذا الايراد العالم ان احتمال وضع الحديثين الاولين قريب
فانهما
بعيدان عن منطق العقل و تاديب الشرع مع ان الله يقول فمن نكث فانما ينكث على نفسه-
و مثلهما الثالث و اما الرابع ففيه ان سب كل مسلم حرام لكن حرمة السبب لا توجب
عدالة شخص! و اما زيادة ثواب الاعمال الصالحة للصحابة على غيرهم فهى ممكنة و لا
نرده و من يجترى حط مقام الصحابة المؤمنين؟ و من الواضح انه لم يرد النبى (ص) فى
حديثه هذا ان صح صدوره عنه (ص) المنافقين و المرتدين الذين اخبر عنهم لنا كما مر و
اما حديث خير الناس قرنى ففيه كلام طويل ربما ياتى بعض الاشارة اليه فى الفصل
الحادى عشر مع انه لا يخص الصحابة بل يشمل غيرهم ايضا و ليس معنى الخيرية عدالة
جميع افراد القرن قطعا بل ان صح صدوره فالمراد المجموع من حيث المجموع و عليه يحمل
قوله مثل اصحابى فى امتى كالملح فى الطعام و لو من جهة الجمع بين الادلة مع انه
مخالف لقوله تعالى ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ
كما مر فى الفصل الثانى ذيل الاية الحادية عشرة و لقائل ان يقول ان معظم فساد
الامة بعد النبى الاكرم (ص) من قبل هؤلاء الصحابة فى موضوع الامامة و السياسة[1]
فهذا الملح املح الماء و الطعام للامة فى الجمل و الصفين و النهر و ان و فى حوادث
خلافة عثمان و غيرها.
و
اما الحديث الثامن فيبعد صدوره عن النبى (ص) بل هو يشبه الموضوعات و على تقدير
ثبوته فيحمل على الصحابة الصلحاء المتقين المجاهدين كالسابقين الاولين من
المهاجرين و الانصار و نظراؤهم و لا يعقل شموله للمنافقين و المرتدين و الفاسقين و
منه ينقدح معنى الحديث التاسع ان صح بارادة علمائهم و عبادهم على انه قد ورد فى حق
اهل البيت احاديث مادحة كثيرة و لم نقل بعدالة كل فرد من اهل البيت نم دون النظر
الى عمله فعن العباس بن عبد المطلب: كنا نلقى النفر من قريش و هم يتحدثون فيقطعون
حديثهم فذكرنا ذلك لرسول الله (ص) فقال ما بال اقوام يتحدثون فاذا رأوا الرجل من
اهل بيتى قطعوا حديثهم و الله لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم الله و لقرابتهم
منى (140 مقدمة سنن ابن ماجه)