نام کتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 157
الطائفة الرابعة: ما ورد في اللوح المحفوظ و أن اللّه كتب جميع الوقايع فيه أولا.
الطائفة
الخامسة: ما ورد في الشقاوة و السعادة، و ما يكتب عند ولوج الروح في الجنين.
فقد
ثبت من جميع ذلك ثبوتا قطعيا بتيّا أن السنّة تنطق بعلمه تعالى بالأشياء أزلا[1]،
ثم إنّ من وراء العقل و القرآن و السنة، الضرورة المذهبية أو الاسلامية. قال الشيخ
المفيد[2]: أقول:
إنّ اللّه عالم بكلّ ما يكون قبل كونه، و أنه لا حادث إلّا و قد علمه قبل حدوثه، و
لا معلوم و ممكن أن يكون معلوما إلّا و هو عالم بحقيقته ... و بهذا قضت دلائل
العقول، و الكتاب المسطور، و الأخبار المتواترة عن آل الرسول، و هو مذهب جميع
الإمامية ... و معنا فيما ذهبنا إليه في هذا الباب جميع المنتسبين إلى التوحيد،
سوى الجهم بن صفوان من المجبرة و هشام بن عمر القوطي من المعتزلة، فإنّهما كانا
يزعمان أن العلم لا يتعلّق بالمعدوم، و لا يقع إلّا على موجود، و أن اللّه تعالى
لو علم الأشياء قبل كونها لما حسن منه الامتحان.
و
قال العلامة المجلسي:[3] ثم إعلم
أن من ضروريات المذهب كونه تعالى عالما أزلا و أبدا بجميع الأشياء كليّاتها و
جزئياتها من غير تغير في علمه تعالى. ثم نقل بعض مذاهب الفلاسفة في علمه تعالى،
فاعقبه بقوله: و جميع هذه المذاهب الباطلة كفر صريح مخالف لضرورة العقل و الدين
... الخ.
فإذن
لا دغدغة في المسألة، فإنّها مما توافق عليه العقل و الشرع، كما قررناه بأوضح
التقرير.
الجهة
الثالثة: في إبطال الآراء المنحرفة
قد
نقلوا الخلاف في علمه أو عمومه من جماعت من الناس، فنذكر أقوالهم و وجه بطلانها
تكميلا للمقام:
[1] قال بعض من في قلبه مرض في مختصر تحفة الاثني
عشرية: قالت الشيطانية- و هم أتباع شيطان الطاق-: إنّه تعالى لا يعلم الأشياء قبل
كونها. و جماعة من الاثنا عشرية من متقدّميهم و متأخّريهم منهم المقداد صاحب كنز
العرفان قالوا: إنّ اللّه لا يعرف الجزئيات قبل وقوعها.
أقول: و قد عرفت مذهب الإمامية
بأسرهم في عموم تعلّق علمه بالأشياء أزلا و لا قائل من الإمامية بما افتراه أحد، و
إنّما هو قول غيرنا من العامّة و غيرهم، فلعنة اللّه على الكاذبين.
و مؤمن الطاق رجل حذق من أجلّاء
متكلّمي الإمامية و أصحاب الصادق عليه السّلام و ليس له فرقة و حزب خاصّ كما
تخيّله هذا القائل تقليدا للشهرستاني و غيرها.