و قال الصادق عليه السّلام في
صحيح سليمان أو حسنته: «إن اللّه يقول: وَ
أَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى فإذا انتهى الكلام
إلى اللّه فامسكوا».[1]
و
قال الباقر عليه السّلام في صحيح محمّد بن مسلم: «إيّاكم و التفكّر في اللّه؛ و
لكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته، فانظروا إلى عظم خلقه».[2]
و
قال عليه السّلام في صحيح أبي بصير: «تكلّموا في خلق اللّه، و لا تكلّموا في اللّه؛
فإنّ الكلام لا يزداد صاحبه إلّا تحيّرا».[3]
و
في صحيح الحذّاء عن الباقر عليه السّلام: «يا زياد إيّاك و الخصومات؛ فإنّها تورث
الشكّ و تحبط العمل و تردي صاحبها، و عسى أن يتكلّم الرجل بالشيء لا يغفر له».[4]
و
لعلّ إطلاقه يشمل المقام أيضا، فلاحظ.
أقول:
الروايات في الموضوع كثيرة جدّا، و الذي أحتمل في معانيها عاجلا أمور:
الأمر
الأوّل: النهي عن توصيفه تعالى بالصفات الجسميّة إمّا إرشادا أو تحريما.
الأمر
الثاني: النهي عن التفكّر في ذات اللّه تعالى؛ فإنّها غير قابلة للإدراك و
التعقّل؛ فإنّه حقيقة خارجيّة صرفا و لا وجود ذهنيّ له حتّى يتعقّل و هذا أيضا
يحتمل كونه إرشاديّا و مولويّا.
الأمر
الثالث: النهي عن التفكّر في حقيقة صفاته الذاتيّة؛ فإنّها عين ذاته، و غير قابلة
للتصوّر، و من لاحظ أقوال الفلاسفة و غيرهم في علمه تعالى يتبيّن له صدق ما قلنا.
و
النهي فيه أيضا يحتمل الوجهين المتقدّمين، و لا يبعد الحكم بحرمة التفكّر في ذات
اللّه تعالى و حقيقة صفاته و إن كان حكمتها عدم إمكان الوصول إليها أو ضلالة
المتفكّر، و الحمل على الإرشاد خلاف الظاهر، فتأمّل.
و
إذا حرم التفكّر حرم التعليم و التعلّم و البحث و التكلّم عنها أيضا؛ لوحدة الملاك؛
و للروايات المتقدّمة؛ و لاستلزام التكلّم التفكّر المحرّم.