responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدود الشريعة نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 599

مثقال حبّة من خردل من الكبر» قال: فاسترجعت، فقال: «مالك! تسترجع»؟

فقلت: لما سمعت منك. فقال: «ليس حيث تدهب إنّما أعني الجحود إنّما هو الجحود».[1]

5. موثّقة أيّوب عن عبد الأعلى، عنه عليه السّلام: «الكبر أن تغمص الناس و تسفه الحقّ».[2]

و عبد الأعلى مجهول على الأظهر.

و الروايات كثيرة جدّا بحيث أظنّ قويّا بصدور بعضها من المعصوم عليه السّلام، و المستفاد منها أنّ التكبّر على قسمين:

قسم في مقابل الحقّ و جحوده و هو الذي تكرّرت آيات القرآن في مذمّته، و قلنا باستلزامه للكفر، «و أوّل من استكبر كان إبليس».

قسم في مقابل الناس و تحقيرهم، فمن رأى غيره حقيرا لا قيمة له، و رأى نفسه عاليا و فوق غيره، فقد تكبّر. و الظاهر عدم حرمته بالنسبة إلى الكفّار.

و هل يعمّ ما بالنسبة إلى المسلمين أو يخصّ ما بالنسبة إلى المؤمنين؟ فيه تردّد.

لكنّ لا إشكال في جوازه بالنسبة إلى نعمة الولاية.

ثمّ الظاهر أنّ المراد برؤية علوّ نفسه و حقارة غيره هي بينه و بين اللّه و إلّا فالعالم يرى نفسه فوق الجاهل في علمه، و الغني يرى نفسه أفضل من الفقير في غناه، و الأستاذ من تلميذه فيما يتلمذ عليه، و الأب من أولاده، و هكذا. و بالجملة، اختلاف الناس في مراتب العظمة العرفيّة سواء كانت معنويّة أو ماديّة- أمر حسّي لا يقبل ملاحظتها النهي. فليكن المراد منه حسبان كبره عند اللّه تعالى، لكن لا يبعد جريان الحكم في العلوّ العرفي أيضا في غير الموارد المتقدّمة الحسّيّة العرفيّة، كما إذا رأى نفسه أكمل من غيره- و ليس كذلك- فيأمر و ينهى، و لا يسلّم على الناس، و لا يجالسهم، و هكذا. فليس التكبّر المحرّم مخصوصا باعتقاد العلوّ عند اللّه سبحانه؛ فإنّه بلا دليل يقيّد الإطلاقات، و اللّه العالم.


[1] . المصدر، ص 306.

[2] . المصدر.

نام کتاب : حدود الشريعة نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 599
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست