فالسلسلة لم تدم بعد الشّيخ
مجرّدة و مستقلّة و متفرّدة عنه، و كلّ من أتى بعده اعتمد عليه و على أمثاله. و
كذا يشكل قبول قول الكشي و الشيخ و النجّاشي و أمثالهم في توثيق أو جرح أصحاب أمير
المؤمنين و الحسنين عليهم السّلام لبعد الفصل و عدم وجود السلسلة ظاهرا.
4.
ألّا يكون توثيقه مرسلا:
و
نقصد بها وجوب ذكر الوسائط إلى الموثّق أو المادح الأوّل المعاصر للمقول فيه، و
تفصيل هذا الشّرط و ما يترتب عليه يأتي في البحث الرابع على نحو التفصيل.
5.
أن يصل قوله- مدحا كان أو ذمّا- إلينا بطريق معتبر:
و
لأجله لا نقبل ما نسب إلى ابن عقدة و ابن الغضائري، و البرقي من المدح و الذم في
حقّ الرّواة؛ لأنّ كتبهم لم تصل إلينا بطريق معتبر.
6.
إيجاب الأسباب المذكورة للوثاقة و الصدق و الضعف، للمراد و المطلوب، عقلا أو شرعا،
أو عرفا:
و
تفصيل هذه الضابطة و ما وقع فيها من الاشتباه من جماعة، يذكر في البحث الثاني.
و
ستعرف أن هؤلاء استفادوا العدالة، أو الصدق من أمور لا توجبها أصلا.
7.
ظهور قول الموثّق- بالكسر- و المادح و الجارح في المراد، حسب الدلالة اللفظيّة و
عدم إجمال و إبهام فيه:
و
لذا وقع الاختلاف في وثاقة الحسين بن علوان للإشكال في ظهور كلام النجّاشي في رجوع
توثيقه إليه أو إلى أخيه الحسن.
8.
خلوّ التوثيق أو التضعيف عن المعارض المعتبر:
فلو
تعارضا تساقطا، إن لم يكن لأحدهما مرجّح.
هذه
هي الضوابط المهمّة للتعديل و التّجريح و التحسين و التضعيف، الّتي نؤكّد مرّة
أخرى للمحصّلين على الاهتمام بها، و أنّه لا اعتبار لأقاويل الرجاليّين في إثبات المدح
و الذّم خارج تلكم الضوابط.