بتوسط كتاب أحد من الثقات
الواقعين في سند الفهرست ممّن أتى بعد جميل من المشائخ الخمسة في الطّريق المذكور.
و
أمّا احتمال أنّ الصّدوق روى روايات جميل عن حفظه بالسلسلة، فهو موهون لا يعتني
به.[1]
و
أمّا العكس و هو تصحيح طريق الشّيخ الضّعيف بصحّة طريق الصّدوق الصحيح، ففيه كلام
يأتي في بعض البحوث الآتية في آخر شرح مشيخة التهذيب، إن شاء اللّه تعالى.
ثمّ
إنّ هنا وجها ثالثا لتصحيح أحاديث المرويّة عن جميل في الفقيه، يظهر ضعفه ممّا
تقدّم، و هو أنّ النجّاشي ذكر في ترجمة جميل: له كتاب رواه عنه جماعات من الناس و
طرقه كثيرة ...
فإنّ
شهرة الكتاب، بل تواتره إلى جميل لا تستلزم تصحيح أحاديثه المرويّة في الفقيه.
فإنّ
تواتر الكتاب أمر، و تواتر النسخة الواصلة إلى أحد أمر آخر، و لا ملازمة بينهما،
إلّا في فرض تطبيق النسخة الواصلة إلى الصدوق أو الطّوسي و غيره رحمه اللّه على
سائر النسخ الواصلة، و هو غير مظنون، بل مظنون العدم.
[1] . لكن إذا فرضنا ان الوسايط الخمسة أخبروا الصدوق
عن نفس كتاب جميل، و أنّ له كتابا من دون نقل رواياته له، ففيه بحث طويل يأتي في
الباب الرابع و الأربعين، فلا يكفي مجرّد ما احتملنا أخيرا في صحّة رواياته عن
جميل.