يا
مَن لا يُخلِفُ الميعادَ، أنجِز لي ما وَعَدتَني، وَاجمَع لي أصحابي، وصَبِّرهُم،
وَانصُرني عَلى أعدائِكَ وأَعداءِ رَسولِكَ، ولا تُخَيِّب دَعوَتي، فَإِنّي
عَبدُكَ، ابنُ عَبدِكَ، ابنُ أمَتِكَ، أسيرٌ بَينَ يَدَيكَ.
سَيِّدي
أنتَ الَّذي مَنَنتَ عَلَيَّ بِهذَا المَقامِ، وتَفَضَّلتَ بِهِ عَلَيَّ دونَ
كَثيرٍ مِن خَلقِكَ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأَن
تُنجِزَ لي ما وَعَدتَني، إنَّكَ أنتَ الصّادِقُ ولا تُخلِفُ الميعادَ، وأَنتَ
عَلى كُلَّ شَيءٍ قَديرٌ.[2]
د-
دَعَواتُهُ عليه السلام عِندَ المُستَجارِ
219.
الغيبة للطوسي عن أبي نعيم محمّد بن أحمد الأنصاريّ: كُنتُ
حاضِراً عِندَ المُستَجارِ[3] بِمَكَّةَ وجَماعَةٌ زُهاءُ
ثَلاثينَ رَجُلًا، لَم يَكُن مِنهُم مُخلِصٌ غَيرُ مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ
العَلَوِيِّ، فَبَينا نَحنُ كَذلِكَ فِي اليَومِ السّادِسِ مِن ذِي الحِجَّةِ
سَنَةَ ثَلاثٍ وتِسعينَ ومِئَتَينِ، إذ خَرَجَ عَلَينا شابٌّ مِنَ الطَّوافِ،
عَلَيهِ إزارانِ مُحرِمٌ بِهِما، وفي يَدِهِ نَعلانِ.
فَلَمّا
رَأَيناهُ قُمنا جَميعاً هَيبَةً لَهُ، ولَم يَبقَ مِنّا أحَدٌ إلّاقامَ،
فَسَلَّمَ عَلَينا وجَلَسَ مُتَوَسِّطاً ونَحنُ حَولَهُ، ثُمَّ التَفَتَ يَميناً
وشِمالًا ثُمَّ قالَ: أتَدرونَ ما كانَ أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَقولُ في
دُعاءِ الإِلحاحِ؟ قُلنا: وما كانَ يَقولُ؟ قالَ: كانَ يَقولُ:
[1]. أبرَمَهُ: أي أمَلّه
وأضجره( الصحاح: ج 5 ص 1869« برم»).