responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنز الدعاء نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 136

أمرَهُ إلَيكَ، وتَوَكَّلتُ في شَأنِهِ عَلَيكَ، وتَوَعَّدتُهُ بِعُقوبَتِكَ، وحَذَّرتُهُ بِبَطشِكَ، وخَوَّفتُهُ نَقِمَتَكَ، فَظَنَّ أنَّ حِلمَكَ عَنهُ مِن ضَعفٍ، وحَسِبَ أنَّ إملاءَكَ لَهُ مِن عَجزٍ، ولَم تَنهَهُ واحِدَةٌ عَن اخرى‌، ولَا انزَجَرَ عَن ثانِيَةٍ بِاولى‌، لكِنَّهُ تَمادى‌ في غَيِّهِ، وتَتابَعَ في ظُلمِهِ، ولَجَّ في عُدوانِهِ، وَاستَثرى‌ في طُغيانِهِ؛ جُرأَةً عَلَيكَ يا سَيِّدي ومَولايَ، وتَعَرُّضاً لِسَخَطِكَ الَّذي لا تَرُدُّهُ عَنِ الظّالِمينَ، وقِلَّةَ اكتِراثٍ بِبَأسِكَ الَّذي لا تَحبِسُهُ عَنِ الباغينَ.

فَها أنَا ذا يا سَيِّدي مُستَضعَفٌ في يَدِهِ، مُستَضامٌ تَحتَ سُلطانِهِ، مُستَذَلٌّ بِفِنائِهِ، مَغصوبٌ مَغلوبٌ مَبغِيٌّ عَلَيَّ، مَرعوبٌ وَجِلٌ خائِفٌ مُرَوَّعٌ مَقهورٌ، قَد قَلَّ صَبري، وضاقَت حيلَتي، وَانغَلَقَت عَلَيَّ المَذاهِبُ إلّاإلَيكَ، وَانسَدَّت عَنِّي الجِهاتُ إلّاجِهَتُكَ، وَالتَبَسَت عَلَيَّ اموري في دَفعِ مَكروهِهِ عَنّي، وَاشتَبَهَت عَلَيَّ الآراءُ في إزالَةِ ظُلمِهِ، وخَذَلَني مَنِ استَنصَرتُهُ مِن خَلقِكَ، وأَسلَمَني مَن تَعَلَّقتُ بِهِ مِن عِبادِكَ، فَاستَشَرتُ نَصيحي فَأَشارَ عَلَيَّ بِالرَّغبَةِ إلَيكَ، وَاستَرشَدتُ دَليلي فَلَم يَدُلَّني إلّاإلَيكَ، فَرَجَعتُ إلَيكَ يا مَولايَ صاغِراً راغِماً مُستَكيناً، عالِماً أنَّهُ لا فَرَجَ لي إلّاعِندَكَ، ولا خَلاصَ لي إلّابِكَ، أنتَجِزُ وَعدَكَ في نُصرَتي وإجابَةِ دُعائي؛ لِأَنَّ قَولَكَ الحَقُّ الَّذي لا يُرَدُّ ولا يُبَدَّلُ، وقَد قُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ: «ومَن بُغِيَ عَلَيهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ»[1]، وقُلتَ جَلَّ ثَناؤُكَ وتَقَدَّسَت أسماؤُكَ:

ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‌[2]، فَها أنَا ذا فاعِلٌ ما أمَرتَني بِهِ، لا مَنّاً عَلَيكَ، وكَيفَ أمُنُّ بِهِ وأَنتَ عَلَيهِ دَلَلتَني! فَصَلِّ عَلى‌ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاستَجِب لي كَما وَعَدتَني، يا مَن لا يُخلِفُ الميعادَ.

وإنّي لَأَعلَمُ يا سَيِّدي أنَّ لَكَ يَوماً تَنتَقِمُ فيهِ مِنَ الظّالِمِ لِلمَظلومِ، وأَتَيَقَّنُ أنَّ لَكَ وَقتاً تَأخُذُ فيهِ مِنَ الغَاصِبِ لِلمَغصوبِ، لِأَنَّكَ لا يَسبِقُكَ مُعانِدٌ، ولا يَخرُجُ مِن قَبضَتِكَ مُنابِذٌ، ولا تَخافُ فَوتَ فائِتٍ، ولكِنَّ جَزَعي وهَلَعي لا يَبلُغانِ الصَّبرَ عَلى‌ أناتِكَ وَانتِظارَ حِلمِكَ،


[1]. إشارة إلى مضمون الآية الكريمة 60 من سورة الحجّ، وهي:«... ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ...».

[2]. غافر: 60.

نام کتاب : كنز الدعاء نویسنده : محمدی ری‌شهری، محمد    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست