و يذكر المؤرّخون أنّ حرباً قد هاجت بين قيس من جهة، و قريش و كِنانة من جهة اخرى في الأشهر الحُرُم (أشهر الحج و رجب معها) و لذلك سميّت حرب الفجار. و يقال: إنّه (ص) قد حضر بعض أيّامها و شارك فيها فعلًا، بنحو من المشاركة.
و لكنّنا بدورنا لا نستطيع أن نؤكّد صحّة ذلك، بل و نشكّ كثيراً فيه و ذلك لُامور:
الأوّل؛ لقد وقعت حرب الفجار في الأشهر الحرم، في رجب، و لا نرى مبرّراً لأن يهتك أبوطالب و معه الرّسول (ص) حرمة الأشهر الحرم، كما يظهر لمن راجع سيرتهما و مدى تقيّدهما بمثل هذه الأمور؛ فإنّهما كانا مسلمين.[1] إلّا إذا وُجّهت المشاركة بأنّ حرب الفجار قد وقعت في أشهر النّسيء، أو في شعبان، أو شوّال و كان بسببها في الأشهر الحُرُم.[2] و لكنّه توجيه لا يعتمد على أي سند تاريخي، فلا مجال للتّعويل عليه.
الثاني؛ قال اليعقوبي: «و قد روي أنّ أباطالب منع أن يكون فيها (في حرب الفجار) أحدٌ من بني هاشم، و قال: هذا ظلم و عدوان و قطيعة رحم و استحلال للشّهر الحرام، و لا أحضره، و لا أحد من أهلي؛ فأخرج الزّبير بن عبدالمطّلب