الأوّل، و الآخرون جَرَوا على التغيير الّذي قام به عمر بن الخطّاب، حيث اعتبر أوّل السّنة هو شهر المحرّم.
جسد النّبيّ (ص) يرفع إلى السّماء
ثمّ إنّ رفع الأجساد إلى السّماء ليس بالأمر الّذي يصحّ التّشكيك فيه، بعد تصريح القرآن و تواتر الحديث به؛ فإنّ معراج نبيّنا الأعظم بجسده و روحه ثابت بلا ريب، و قد أشارت إليه آيات القرآن الكريم[1] و الأحاديث الشّريفة المتواترة. و هذا دليل على الوقوع فضلًا عن الإمكان.
كما أنّ الله تعالى قد أشار إلى رفع النّبيّ إدريس إلى السّماء،[2] و قد صرّحت الروايات: بأنّ الله تعالى قد قبض روحه هناك.[3] كما أنّ عيسى (ع) قد رفعه الله إليه.[4] غير أنّ الكلام إنّما هو في أنّ أجساد الأنبياء و الأوصياء، هل تبقي بعد موتهم في قبورهم، أم أنّها ترفع إلى السّماء أيضاً؟ و على الثّاني هل تبقي في السّماء، أم أنّها تعود بعد مدّة إلى قبورهم في الأرض؟
قد ذكر الشّيخ المفيد و الكراجكي و الفيض الكاشاني و غيرهم: أنّ فقهاءنا و علماءنا متّفقون على أنّ أجساد الأنبياء و الأئمّة صلوات الله و سلامه عليهم، ترفع بعد دفنها إلى السّماء، و ذلك استناداً إلى روايات رأوا أنّها دالّة على ذلك.
ولكنّ التّتّبع في روايات الباب يعطى بأنّه لا يمكن الاستدلال بها على أنّ أجساد الأنبياء ترفع إلى السّماء سوى روايتين:
الأولى: ما روي من النّبيّ (ص) قال: أنا أكرم على الله من أن يدعني في الأرض
[1] 1. الآية 1 من سورة الإسراء، و الآيات 18 5 من سورة النجم