فمسحه بها، ثمّ وجّهه و غمضه و مدّ عليه إزاره، و اشتغل بالنّظر في أمره.[1] و كان ممّا أوصى به (ص): أن يدفن في بيته الّذي قبض فيه، و يكفّن بثلاث أثواب: أحدها يَمان، و لا يدخل قبره غير علي (ع).[2] و يذكر نصّ آخر: أنّ ممّا أوصى به النّبيّ (ص) عليّاً (ع) قوله: «يا علي كن أنت و ابنتي فاطمة و الحسن و الحسين، و كبّروا خمساً و سبعين تكبيرة، و كبّر خمساً و انصرف، و ذلك بعد أن يؤذن لك في الصّلاة.
قال علي (ع): بأبي أنت و أمّي من يُؤْذِن غداً؟ قال جبرئيل (ع) يؤذنك. قال: ثمّ من جاء من أهل بيتي يصلّون على فوجاً فوجاً، ثمّ نساؤهم، ثمّ النّاس بعد ذلك.[3]
الكتاب الّذي لم يكتب
كان ابن عباس يذكر رزيّة يوم الخميس، و يبكي حتّى يخضب دمعُه الحصباء[4] و يقول: «الرّزيّة[5] كلّ الرّزيّة ما حال بيننا و بين كتاب نبيّنا».
و ذلك أنّه لمّا اشتدّ برسول الله (ص) وجعه قال: «إيتوني بكتاب (أو بكتفٍ و دواةٍ) أكتب لكم كتاباً لا (أو لن) تضلّوا بعده». و كان في البيت لَغَطٌ[6] فنكل عمر،
[1] 1. الإرشاد للمفيد، ص 98 94، و البحار، ج 22، ص 470 و 521
[2] 2. البحار، ج 22، ص 493 و 494، و ج 87، ص 379، و جامع أحاديث الشيعة، ج 3، ص 231 و 234 و 350
[3] 3. البحار، ج 22، ص 493 و 494، و الوسائل( ط. مؤسسة آل البيت)، ج 3، ص 83