كما أنّ أحداً من المسلمين لا يجرؤ على إخفار جواره، فإذا دخلوا هذا المعسكر معه و في حمايته، فكيف إذا أردف رأس الشّرك خلفه، و حمله معه؟
فالعبّاس بعد كلّ هذا هو الوسيلة الأكثر أمناً في الطّريق، و الأكثر فاعليّة و تأثيراً لدى رسول الله (ص).
الإعلان بالأمان
و جاء في كتب السّيرة و التّاريخ أنّ أباسفيان و حكيم بن حزام قالا لرسول الله (ص): ادع النّاس بالأمان: أرأيت إن اعتزلت قريش و كَفَّتْ أيديَها آمنون هم؟ فقال رسول الله (ص): نعم.
و في بعض المرويّات: قال العبّاس: قلت يا رسول الله! قد عرفت أبا سفيان و حبّه الشّرف و الفخر فاجعل له شيئاً.
فقال رسول الله (ص): «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن». فقال: و ما تسع دارى؟ زاد ابن عُقبة: «و من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن[1] و من أغلق بابه فهو آمن و من دخل المسجد فهو آمن».[2] و قال الحلبي الشافعي: «عقد (ص) في المسجد لأبي رُوَيحَة[3] لواءاً و أمره أن ينادي: و من دخل تحت لواء أبي رُويحة فهو آمن. و إنّما قال ذلك لما قال له أبوسفيان: و ما تسع داري و ما يسع المسجد»؟[4] و نقول: إنّ في هذه النّصوص من الإشارات و الدّلالات، نذكر منها مايلي:
[1] 1. كانت دار أبي سفيان بأعلى مكّة و دار حكيم بن حزام بأسفلها
[2] 2. سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 218، عن ابن عُقبة