responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 207

و نقول: إنّ جعلَ فداء الأسرى هو تعليم عشرة من أطفال المسلمين، ليعتبر أوّل دعوة في التّاريخ لمحو الأمّيّة، سبق الإسلام بها جميع الأمم، و ذلك يعبّر عن مدى اهتمام الإسلام بالعلم في وقت كانت فيه أعظم الدّول كدولة الأكاسرة تمنع بصورة قاطعة من تعليم القراءة و الكتابة لأحد من غير الهيئة الحاكمة، حتّى إنّ أحد التّجار قد عرض أن يقدّم جميع الأموال اللّازمة لحرب أنوشيروان مع قيصر الرّوم على أن يسمح له بتعليم ولده.[1] بل لقد كانت بعض الفئات العربيّة تعدّ المعرفة بالكتابة عيباً.[2] و هذا الإسلام قد جاء ليطلق أعدى أعدائه، في أدقّ الظّروف و أخطرها في مقابل تعليمهم لعشرة من غلمان المسلمين.

عودة خيبة و ظفر

رجع المحاربون المشركون إلى مكّة بأسوأ حال من الحنق و الغيظ؛ فنهاهم أبوسفيان عن النّوح على قتلاهم، و منع الشّعراء من ندب القتلى؛ لئلّا يخفّف ذلك من غيظهم، و يقلّل من عداوتهم للمسلمين، و حتّى لا يبلغ المسلمين حزنهم، فيشمتوا بهم.

و حرّم أبوسفيان الطّيب و النّساء على نفسه، حتّى يغزو محمّداً، و كذلك كان موقف زوجته هند، الّتي اعتزلت فراشه و امتنعت عن الطّيب.

و في الجبهة الأخرى، فقد أرسل النّبيّ (ص) يبشّر أهل المدينة بالنّصر المبين، فلم يصدّق البعض ذلك في بادي الأمر، ثمّ تأكّد لديهم أنّه حقّ، ففرح المؤمنون، و استقبلوا الرّسول (ص) فرحين مسرورين.


[1] 1. خدمات متقابل اسلام و ايران، ص 283 و 284 و 314، و راجع: ص 310 عن شاهنامه فردوسي، ج 6، ص 260 258

[2] 2. الشّعر و الشعراء، ص 334، و التراتيب الإداريّة، ج 2، ص 248.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست