responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 136

فقال لهم رجل منهم، اسمه «بيحرة بن فراس» و الله لو أنّي أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب.

ثمّ قال له: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثمّ أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال (ص): الأمر لله يضعه حيث يشاء. فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟! لا حاجة لنا بأمرك؛ فأبوا عليه.[1] و نحن نسجّل هنا مايلي:

1. الأمر لله‌

لقد نصّت الرّواية على أن الأمر لله يضعه حيث يشاء، و نستفيد من ذلك:

أ. إنّ الرّسول لم يعط هؤلاء وعداً بما طلبوه منه، من جعل الأمر لهم بعده، بل أجابهم بأنّ الأمر لله، يضعه حيث يشاء؛ أي أنّه لا يمكن أن يَعِدَ بما لا يعلم قدرته على الوفاء به تماماً، على العكس من السّياسيّين، الّذين عرفناهم في عصرنا الحاضر، و على مُرّ العصور، الّذين لا يتورّعون عن إغداق الوعود المعسولة على النّاس،[2] حتّى إذا وصلوا إلى غايتهم و جلسوا على كرسي الزّعامة، فإنّهم ينسون كلّ ما قالوه وما وعدوا به.

ولكن نبي الإسلام (ص) رغم أنّه كان بأَمَسِّ الحاجة[3] إلى مَن يمدّ له يدالعون، لا سيّما من قبيلة كبيرة تملك من العدد و العُدّة ما يمكّنها من حمايته، و الرّد عنه،


[1] 1. راجع: سيرة ابن هشام، ج 2، ص 66، و الثقات لابن حبان، ج 1، ص 91 89، و بهجة المحافل، ج 1، ص 128، و حياة محمد لهيكل، ص 152، و السيرة النبوية لدحلان، ج 1، ص 147، و السيرة الحلبية، ج 2، ص 3، و الروض الأنف، ج 1، ص 180، و البداية و النهاية، ج 3، ص 139 و 140

[2] 2. اغدق المطر: كثر قطره. إغداد الوعود المعسولة على النّاس: أي كثرة المواعيد الّتي يزعم النّاس أنها صادقة

[3] 3. مسّت الحاجة إلى كذا: أي ألجأت إليه.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست