responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 126

ى‌

طلب منهم أن يحضروا صحيفتهم، و يمزج ذلك بالتّعريض بإمكان أن يكون ثَمّة صلح فيما بينهم و بنيه.

و ما ذلك إلّا من أجل أن لا تُفتَحَ الصّحيفةُ إلّا علناً، يراها كلّ أحدٍ، و أيضاً، حتّى يهيئّهم للمفاجاة الكبرى، و يمهّد السّبيل أَمام طرح الخيار المنطقي عليهم، ليسهل عليهم تقبّله، ثمّ الالتزام به، و لا سيّما إذا استطاع أن ينتزع منهم وعداً بما يريد، و يضعهم أمام شرف الكلمة، و على محك قواعد النَّبل و احترام الذّات، حسب المعايير الّتي كانوا يتعاملون على أساسها. و قد نجح في ذلك إلى حدٍّ بعيد، حتّى ليصيح النّاس: أنصفتنا يا أباطالب.

ثمّ تبرز لنا من النّصوص المتقدّمة حقيقةٌ أخرى، لها أهميّتها و انعكاساتها، و هي تدلّ على مدى ثقة أبي طالب بصدق النّبيّ الأعظم (ص)، و بسداد أمره، و واقعيّة ما جاء به، حتّى قال: «إنّ ابن أخي حدّثني و لم يكذبني قطّ».

و كان يتألّم جدّاً من اتّهام ابن أخيه بالسّحر والكهانة، و يعتبر ذلك افتراءً ظاهراً و يغتنم الفرصة السّانحة للتعبير عن خَطَل رأيهم، و سفه أحلامهم، فيقول لهم: «أتبيّن لكم أيّنا أولى بالسّحر و الكهانة؟». و كانت النّتيجة: أن أسلم بسبب هذه المعجزة يومئذٍ عالَم من الناس.

ما بعد نقض الصّحيفة

و استمرّ الرّسول الأعظم (ص) يعمل على نشر دينه، و أداء رسالته؛ و استمرّت قريش تضع في طريقه العراقيل‌[1]، و تحاول أن تمنع الناس من الاجتماع به، و الاستماع إليه، بكلّ الوسائل الّتي تقع تحت اختيارها، و النّبيّ (ص) يتحمّل و يصبر، لا يكلّ و لا يملّ، و لم تفلح قريش في ذلك و لا وصلت إلى نتيجة، و الأحداث‌


[1] 1. العراقيل: الدّواهي و عراقيل الأمور صعابها.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست