responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 118

عودة بعض المهاجرين‌

و تسرّبت‌[1] أنباء الهدنة القصيرة و العفويّة غير المعلنة الّتي حصلت في مكّة إلى مسامع المسلمين في الحبشة، و رأى المسلمون ما جرى للنّجاشي بسببهم،[2] فارتأى فريق منهم العودة إلى مكّة، بعد شهرين، أو ثلاثة أشهر، و عاد منهم أكثر من ثلاثين رجلًا، و دخل عثمان بن مظعون بجوار الوليد بن المغيرة، و كان ما كان من ردّه جوارَه و رضاه بجوار الله تعالى.

نعم، هذا هو السرّ في رجوع بعض المهاجرين من الحبشة، و ليس ما ذكره أعداء الإسلام من قصّة الغرانيق الّتي لا شكّ في كذبها.[3]


[1] 1. تسرّب: دخل و انتشر

[2] 2. كان وجود المسلمين في الحبشة قد تسبّب للنّجاشي ببعض المتاعب؛ حيث اتّهمه أهل بلاده بأنّه خرج من دينهم، فثاروا عليه؛ ولكنّه استطاع أن يخمد الثورة بحسن إدراكه و وعيه( راجع: تاريخ الإسلام للذّهبي، ج 2، ص 136، و السيرة النبوية لابن هشام، ج 1، ص 365، و البداية و النهاية، ج 3، ص 77.)

[3] 3. ملخّص هذه القضيّة المكذوبة: أنّه بعد أن هاجر المسلمون إلى الحبشة بحوالي شهرين، جلس رسول الله( ص) مع المشركين، فأنزل الله تعالى عليه سورة النّجم، فقرأها، حتّى إذا بلغ قوله تعالى:\i« أَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى وَ مَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى‌\E"\i فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ‌\E بكلمتين، فتكلم بهما ظانّاً أنّهما من جملةالوحي و هما:« تلك الغرانيق( جمع غرنوق: طيور الماء. شبهّت الأصنام بها لارتفاعها في السّماء فتكون الأصنام مثلها في رفعة القدر؛ والغرنوق أيضا: الشّاب الأبيض النّائم) العلى و أنّ شفاعتهن لترتجى". ثمّ مضى في السّورة، حتّى إذا بلغ السّجدة، سجد و سجد معه المسلمون و المشركون. و أضاف البخاري سجود الإنس و الجنّ إلى مجموع المسلمين و المشركين، و طار الخبر في مكّة و فرح المشركون، بل و يقال: إنّهم حملوا الرّسول، و طاروا به في مكّة من أسفلها إلى أعلاها ....

و يقولون: إنّه لمّا سمع المسلمون في الحبشة بالسّلام و الوِئام( الوئام: الوفاق) بين النّبيّ( ص) و قريش عادت طائفة منهم إلى مكّة، فوجدوا الأمر على خلاف ذلك.

و نحن نعتقد جازمين بكذب هذه القضيّة و افتعالها، و يشاركنا في هذا الاعتقاد جمع من العلماء، فقد قال محمد بن إسحاق حين ما سئل عنها:« هذا من وضع الزّنادقة» و صنّف في تفنيدها كتاباً( راجع: البحر المحيط لأبي حيّان، ج 6، ص 381). و قال القاضي عبدالجبّار عن هذا الخبر:« لا أصل له، و مثل ذلك لا يكون إلّا من دسائس الملحدة»( تنزيه القرآن عن المطاعن، ص 243).

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست