و أخيرا .. ألم يكن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد وضع كتابا للقرآن، يكتبون ما ينزل منه، فورا، ففورا، و قد كتب جميعه في زمنه (ص)، و كانوا يؤلفون القرآن من الرقاع بحضرته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، كما سيأتي؟!.
إلى غير ذلك من الاسئلة الكثيرة، و الكثيرة جدا، و التي لا مجال لها في عجالة كهذه، و يمكن استخلاص كثير منها بملاحظة ما ذكر في هذا الكتاب.
قصور مستند القول بالتحريف:
و بعد .. فان الروايات التي استدل، أو يمكن أن يستدل بها على التحريف .. بالاضافة إلى عدم تواترها، لا لفظا و لا اجمالا لأن بعضها يدعي النقص، و بعضها يدعي الزيادة، و ثالث يدعي التغيير و التبديل، مع كون كل واحدة منها تعين موردا، يختلف عما تعينه الأخرى- نعم بالاضافة إلى ذلك-
فانها أيضا قاصرة الدلالة على ذلك في اكثرها، فان بعضها يرجع إلى أمور عادية، و اشتباهات فردية، سرعان ما تنكشف، و يزول الالتباس، و بعضها ناشىء عن اشتباه النساخ، أو خطأ السامعة، ثم يعرف وجه الحق، و يزول الغلط، و بعضها يتحدث عن اختلاف اللهجات في التلفظ بالكلمة الواحدة، و بعضها تفسير مزجي، أو بالمرادف، أو تأويل .. إلى آخر ما سيأتي البحث فيه بشيء من التفصيل. هذا كله .. عدا عن الروايات، التي جاءت من طرق الغلاة، و الكذابين، و الوضاعين ..
و عدا عن الروايات التي تذكر بعض الادعية، أو الأقوال، التي تخيل بعض الناس أنها قرآن، لأن فلانا الصحابي قرأها، أو كتبها في حاشية مصحفه، فلم يلتفت الناقل إلى أن من الجائز أن يكتب الانسان بعض الأدعية، أو غيرها مما يراه مناسبا، في موضع يسهل عليه الرجوع إليه ..