أولا: قال السرخسي هنا: حديث عائشة، لا يكاد يصح. لأن بهذا لا ينعدم حفظه من القلوب، و لا يتعذر عليهم به اثباته في صحيفة أخرى، فعرفنا: انه لا أصل لهذا الحديث[1].
و ثانيا: قد قلنا صحيح: ان النبيّ (ص) قد جمع القرآن في عهده، و كان له كتاب يكتبونه له، و لكن القرآن لم يكن موجودا عنده فقط، فقد كان للصحابة أيضا مصاحف مكتوبة، و يقرؤن فيها. كما أنه قد جمع القرآن في عهده (ص) عدد من الصحابة، وصلت إلينا أسماء بعضهم؛ فلا يعقل: أن تكون الداجن قد اكلت قرآنا لم يصل الينا، و لا كتبه سائر الصحابة، و لا حفظوه .. و لو في صدورهم سوى عائشة .. كما هو ظاهر الرواية، بل صريحها ..
و ثالثا: بالنسبة لآية الرجم، فاننا قد قلنا: إنه لا يصح اعتبارها قرآنا، و قد أقمنا الادلة و الشواهد على ذلك فيما يأتي ..
و رابعا: إن القزويني، بعد أن ذكر: أن ذلك لم يرد في كتب الشيعة، و لا رواه أحد من علمائهم- أورد عليه: بأن قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ، وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ يدل على عدم صحة هذه الرواية، و إلا لكانت عائشة جاهلة، و النبيّ (ص) غافلا، و اللّه- و العياذ باللّه- كاذبا[2].
و قول القزويني هذا، و كذلك تتبعنا للكتب الشيعية، يجعلنا نتعجب كثيرا