اننا إذا أخذنا بهذا القول، فان جميع ما ورد في هذا الاخبار، لا يكون كذلك، فلا يكون من منسوخ التلاوة، بل يتمحض في كونه مختلقا و موضوعا، ما دام أنه لم يذهب من الاوهام و ما مات حفاظه و بقي بين ايدي الناس، و لكنهم لا يهتمون به، و لا يلتفتون إليه، لا لاجل ما ذكره الرازي، بل لأجل اعتقادهم بانه ليس من القرآن في شيء لا من قريب، و لا من بعيد.
هذا .. مع العلم: بأن قول الرازي هذا لا دليل عليه، و لا برهان يساعده، و إنما هو محض دعوى ..
و قال السرخسي بعد أن استدل على بطلان النسخ بعد وفاته بآية الحفظ، و بأنه يلزم أن لا نطمئن لثبوت أي حكم في أيدينا اليوم- قال-: «و به يتبين أنه لا يجوز نسخ شيئ منه بعد وفاته، بطريق الاندراس، و ذهاب حفظه من قلوب العباد، و ما ينقل من أخبار الآحاد، شاذ، لا يكاد يصح شيئ منها إلخ ..»[1].