هذا كله .. عدا عن الروايات التي نقلت القراءات المختلفة، المتضمنة للتصرف في الآيات القرآنية، و الظاهرة في التحريف، و التي يصرّ أصحابها على ثبوتها، و على القراءة بها، بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم .. و هي كثيرة جدا ..
النسخ بعد وفاة النبيّ (ص):
و معنى ذلك هو: أن نسخ التلاوة المدعى- إن كان شاملا لهذه الموارد، و هي أهمها، و معظمها، فانه يكون قد حصل بعد وفاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ..
و هذا أمر باطل و مرفوض، و قد فنده العلماء وردوه بالادلة القاطعة، و البراهين الساطعة ..
و هو عين القول بالتحريف؛ الذي ينكرونه، و يقيمون الادلة على بطلانه، و يرمون غيرهم- افتراء منهم- به؛ إذ لا معنى لأن تبقى آية تتلى، و يعمل بها إلى حين وفاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم بعد وفاته (ص) تنسى و تذهب .. إن ذلك هو عين القول بالتحريف، المرفوض جملة و تفصيلا ..
قال السرخسي:
«لا يجوز هذا النوع من النسخ في القرآن عند المسلمين. و قال بعض الملحدين، ممن يتستر باظهار الاسلام، و هو قاصد إلى إفساده: هذا جائز بعد وفاته (ص) أيضا. و استدل في ذلك بما روي عن أبي بكر: لا ترغبوا عن آبائكم؛ فانه كفر بكم إلخ ..»
[ثم ذكر السرخسي من شواهد ذلك و أدلته، ما ذكر أنه نزل في قضية بئر معونة، و آية الرجم، و كون سورة الاحزاب مثل سورة البقرة، أو أطول].
إلى أن قال: «.. و قد ثبت: أنه لا ناسخ لهذه الشريعة بوحي ينزل بعد وفاة