كلها، ترجع إلى الاجتهاد في الوصول إلى حقيقة النص القرآني، أو إلى حقيقة معناه ..
و لأجل ذلك فقد تكررت مقولة: إنهم قد أرجعوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
كما و يجد في هذين الكتابين: أنهم كانوا بملاحظتهم للسياق القرآني، أو للبنية الصرفية للكلمة، و ما ينشأ عن ذلك من خصوصية في المعنى، أو لغير ذلك من أمور- إنهم كانوا لأجل ذلك- يقرؤون الكلمة بشكل خاص، ينسجم مع ملاحظاتهم تلك، حيث يرون: أن الكلام يكون أقرب إلى النص القرآني الواقعي، الذي يريدون الوصول إليه ..
كما و يظهر منهما: أن القراء أنفسهم، كانوا يعتقدون: بوحدة النص القرآني، و هم يبحثون عن هذا النص الواحد، الذي لا يجوز تجاوزه. و كل منهم يرى: أن المبررات، و الاستحسانات الاجتهادية التي اعتمدها، كافية لأن توصله إلى ذلك النص الواحد، النازل من عند إلا له الواحد ..
كما أن ذلك يعزز حقيقة أخرى، و هي:
أن القراءات القرآنية، لا يمكن حصرها في سبع قراءات، أو عشر؛ بل قد تصبح عشرات، و قد تنقص عن السبع أيضا، ما دام أن عامل نشوئها، و وحدتها، و تعددها هو ما ذكرناه ..
كما أن هذه القراءات قد يظهر بطلانها، و عدم جواز اعتمادها إذا ثبت أنها تبتعد عن النص القرآني، و تخالفه، و ذلك حينما يثبت بطلان الاجتهاد، أو فساد الاستحسان الذي اعتمدت عليه ..
كما أن هذين الكتابين إنما يعالجان جانبا محدودا مما وقع فيه الاختلاف و يقدمان المبررات لخصوص هذا الجانب، و تبقى روايات و اختلافات أخرى في موضوع النص، من قبيل ما ذكر من السور و الآيات التي نسخت تلاوتها، و من قبيل