المقرىء- أحد ائمة المقرئين المتصدرين بها، مع ابن مجاهد-؛ لقراءته و إقرائه بشواذ من الحروف، ليس في المصحف. و عقدوا عليه بالرجوع عنه، و التوبة منه، سجلّا، أشهد فيه بذلك على نفسه، في مجلس الوزير أبي علي ابن مقلة، سنة ثلاث و عشرين و ثلاث مئة. و كان فيمن أفتى عليه بذلك، أبو بكر الابهري، و غيره»[1].
و ليراجع ما قاله ابن خلكان، و التلمساني، و ملا علي القاري و غيرهم[2].
و قال الخطيب و ابن الجوزي: «اشتهر ببغداد أمر رجل، يعرف بابن شنبوذ، يقرىء الناس، و يقرأ في المحراب، بحروف تخالف المصاحف، مما يروى عن ابن مسعود، و ابي و غيرهما، مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف، الذي جمعه عثمان إلخ»[3].
و لكن ما هو جدير بالملاحظة هو: أن ابن شنبوذ، لم يبتدع في قراءته شيئا من عند نفسه، و إنّما هو قد أخذ بالروايات، التي وجدها بين يديه، و قد شحنت بها الكتب المعتمدة، و صحاح أهل السنة، و لسوف نرى أنه لم يخرج عن هذه الروايات في شيىء، كما يظهر من المحضر الذي كتب عليه، و اعترف بما فيه، فان كل آية وردت فيه مخالفة للرسم العثماني، إنما أخذها من رواية أو قراءة منقولة عن بعض الصحابة ..
و نحن نذكر نسخة المحضر هنا، و نكل أمر المقارنة بينه و بين ما ذكرناه و ما سنذكره من رواية في القراءات، إلى القاريء الكريم .. و المحضر هو التالي ..
[2] راجع: وفيات الاعيان ج 4 ص 399- 301 و شرح الشفاء لملا علي القاري ج 2 ص 316.
و المنتظم ج 6 ص 275 و 308 و تاريخ ابن الوردي ج 1 ص 376 وصلة تاريخ الطبري ص 291 و النجوم الزاهرة ج 3 ص 248/ 249 و البداية و النهاية ج 11 ص 181 و 194/ 195 و شذرات الذهب ج 2 ص 313 314 و 297 و تاريخ بغداد ج 1 ص 280/ 281.