بل لقد قال ابن حزم عن الشريف المرتضى: إنه «يكفّر من زعم أن القرآن بدّل، أو زيد فيه. أو نقص منه، و كذا كان صاحباه: أبو القاسم الرازي، و أبو يعلى الطوسي»[2].
و قد سأل ابن مهنا رحمه اللّه، العلامة الحلّي عن القرآن: «.. هل يصح عند أصحابنا: أنه نقص منه شيء، أو زيد فيه، أو غيّر ترتيبه، أم لم يصح عندهم شيء من ذلك؟!».
فأجاب العلامة رحمه اللّه: «الحق: انه لا تبديل، و لا تأخير، و لا تقديم فيه، و أنه لم يزد، و لم ينقص، و نعوذ باللّه تعالى من أن يعتقد مثل ذلك، و أمثال ذلك؛ فانه يوجب التطرق إلى معجزة الرسول عليه السلام، المنقولة بالتواتر ..»[3].
أما الفضل بن شاذان، الذي عاصر عددا من الأئمة عليهم الصلاة و السلام، و المتوفى سنة 260 ه. ق- أما الفضل هذا- فقد أنكر على العامة قولهم بالتحريف، و عدّ ذلك من المطاعن عليهم ..[4].
و سيأتي في فصل: انّا له لحافظون: أن الإمام الحسن (ع) قد شنّع على الآخرين، بمثل ذلك أيضا.
و لو أن الشيعة كانوا يقولون بذلك، لم يستقم ذلك للفضل، و لا لغيره، و لكان قد واجه هجوما عنيفا، و لوجدا الكثيرين يقولون له: إنك لترى الشعرة في عين غيرك، و لا ترى الخشبة في عينك ..
هذا .. و انك لتجد جلّة علماء الشيعة، وجها بذة فقهائهم، قد الفوا الكثير
[1] الوافي ج 5 ص 273 و كتاب الاعتقادات للصدوق، باب الاعتقاد في مبلغ القرآن.
[2] لسان الميزان ج 4 ص 223 و الفصل في الملل و الأهواء، و النحل ج 4 ص 182.