إليها، و طابت نفسه، و أمر الناس، يكتبون المصاحف»[1].
و ينقل ابن ابي داود، عن بعض أهل الشام؛ أنه كان يقول: مصحفنا، و مصحف أهل البصرة، أحفظ من مصحف أهل الكوفة؛ لأن عثمان لما كتب المصاحف، بلغه قراءة أهل الكوفة على حرف عبد اللّه؛ فبعث إليهم بالمصحف، قبل أن يعرض، و عرض مصحفنا، و مصحف أهل البصرة، قبل أن يبعث بهما[2].
كما أنهم يقولون: إن أبا الدرداء، ركب إلى المدينة، في نفر من أهل دمشق، و معهم المصحف؛ ليعرضوه على أبي بن كعب، و زيد، و غيرهما[3].
و لعل تسمية المصحف الذي خصصه عثمان للمدينة ب «الامام»[4]، من أجل أنه كانت تعرض، أو يفترض أن تعرض عليه مصاحف الناس؛ فهو المصحف الرسمي و المقبول، دون المصاحف الأخرى، لو فرض أنها تختلف معه، في كلمة أو غيرها ..
اختلاف مصاحف عثمان:
و لكن ذلك الاهتمام بالضبط، و المقابلة، لم يمنع من وقوع بعض الاخطاء السهوية من الكتّاب. و ذلك أمر طبيعي بالنسبة لكتاب بهذا الحجم الكبير.
لا سيما و أن بعض تلك المصاحف قد أرسل إلى القطر الذي خصص له، قبل أن تقوم لجنة المقابلة بمقابلته و ضبطه ..