أولا: إن معرفة الناس بالتفسيرات التي انزلها اللّه سبحانه، و فيمن نزلت الآية، و متى نزلت و إلخ .. من شأنه أن يعرّف الناس على المخلص، و المزيف، و على الصحيح و السقيم، و يقطع الطريق على المستغلين، و اصحاب الأهواء، من النفوذ إلى المراكز الحساسة، ثم التلاعب بالاسلام، و بمفاهيمه، و قيمه ..
و ثانيا: إننا نجد الكثير من الروايات، التي زخرت بها المجاميع الحديثية و التاريخية لأهل السنة، تشير إلى حدوث بعض الاختلافات في قراءة القرآن.
مع أن القرآن- كما روي عن ابي جعفر و سيأتي- واحد، من عند الواحد، و لكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة.
فلو أن القرآن قرىء كما أنزل، لما اختلف اثنان حقا، و إنما نشأ الاختلاف لأن كل راو أراد: أن يقرأ بلهجته، و يدخل تفسيراته، و تأويلاته، إلى آخر ما سيتضح إن شاء اللّه تعالى ..
منع الأئمة من القراءة حسب التنزيل:
و واضح: أن قراءة القرآن حسب تنزيله- بمعنى إدخال التفسيرات في القراءة- أعني التفسيرات، التي نزلت على النبيّ (ص)، وحيا من اللّه، و ان لم تكن قرآنا- نعم .. إن قراءة القرآن كذلك- إن كانت ممكنة في بادىء الأمر، فإنها لم تعد كذلك بعد ذلك، حيث تمكّن أولئك الطواغيت و الجبارون من رقاب الناس ..
فقراءة القرآن، و الحالة هذه حسب تنزيله، لسوف توجب للقارئين مشاكل كثيرة، مع أولئك الذين يرون: أن سلفهم هذا رغم كل انحرافاته و جناياته، لا بد و أن يبقى هو المثل الاعلى للناس، و لا بد من ضرب كل من يحاول المساس به، من قريب أو بعيد، حتى و لو كانت المحاولة تأتي من قبل أقدس شخصية،