فاين ذهب ما ألفه علي بن أبي طالب (ع)، حتى صرتم تجمعونه من افواه الرجال؟!. أو من صحف، زعمتم كانت عند حفصة بنت عمر بن الخطاب؟![1].
ثم يتابع ابن شاذان رحمه اللّه اسئلته هذه، و كلها أسئلة صحيحة، و دقيقة، و لا مفر منها، و نحن نحيل المقاريء على كتابه القيّم (الايضاح)، فليرجع إليه من أراد، فان فيه ما ينقع الغلة، و يبل الصدا، مع العلم: أن المتتبع لرواياتهم في هذا المجال يجد فيها من التهافت و التناقضات، أضعاف ما ذكره رحمه اللّه، و لسنا هنا في صدد تقصّى ذلك.
قال البلاغي رحمه اللّه:
ان أبا بكر هو الذي أدى رأيه أوّلا الى جمع القرآن، و هو الذي طلب من زيد بن ثابت جمعه؛ فثقل ذلك عليه؛ فلم يزل أبو بكر يراجعه حتى قبل.
و جاء فيها أيضا: ان زيدا هو الذي أدى رأيه أوّلا الى جمع القرآن، و عزم عليه، و كلم في ذلك عمر؛ فكلم فيه عمر أبا بكر؛ فاستشار أبو بكر في ذلك المسلمين.
و جاء فيها أيضا: ان أبابكر هو الذي جمع القرآن.
و جاء فيها: ان عمر قتل و لم يجمع القرآن.
و جاء فيها: ان عثمان هو الذي جمع القرآن في ايّامه بأمره.
و جاء فيها: ان عمر هو الذي أمر زيد بن ثابت، و سعيد بن العاص، لما أراد جمع القرآن: أن يملي زيد، و يكتب سعيد.
و جاء فيها: ان ذلك كان من عثمان في ايّامه، و بعد قتل عمر.
و جاء في ذلك أيضا: انّ الذي يملي أبيّ بن كعب، و زيد يكتبه، و سعيد