إشارة إلى أن هذا الأمر لا ينسجم مع التفكير السليم، و لا مع الفطرة المستقيمة، و هو أمر لا يعرفه الناس، بل هم إذا رأوه ينكرونه.
و إنما سمي المنكر منكرا، لأنه لا يعرفه الإنسان المؤمن و لا يألفه، و لا يليق بأن يفكر فيه، أو أن يحضره في ذهنه. و المعروف هو الذي يألفه و يعرفه بعقله، و وعيه، و مشاعره، و فطرته، و يميل إليه، و ينسجم معه.
و إذا ارتكب البعض هذا الأمر المنكر و المرفوض من قبل العقل و الفطرة، و المشاعر، فإن الناس سيلتفتون إليه، و ينكرونه لأنه غير مألوف لهم، و لأنه يصادم فطرتهم، و عقلهم، و مشاعرهم.
البعد عن ساحة الكرامة:
و قد جاء بكلمة" ذلك" للإشارة إلى المخاطب البعيد أكثر من المعتاد: لأن كلمة ذاك للبعيد، و ذلك للأبعد.
فيرد هنا سؤال هو: إن كلمة" رأيت" فيها إلماح إلى قرب ذلك الذي يتحدث عنه، لأنه على مرأى و مسمع منه، حتى أنه يقول للمخاطب،" أ رأيت".