أما الهمزة فهي أصل أدوات الاستفهام، و ليست خاصة في شيء من ذلك، فهي ترد لطلب التصور، مثل:
أزيد قائم أم عمرو. و لطلب التصديق، نحو: أزيد قائم.
و قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي ليراد بها التعجب، و التقرير، و الإنكار، و غير ذلك.
كلمة" رأى":
ثم استعمل في الآية الكريمة كلمة" رأى"؛ ليبين أن هذا الأمر على درجة من الوضوح حتى إنه ليرى بالعين، مما يعني أنه قد صار كأنه تجسد على صفحة الواقع، و في هذا ما لا يخفى من المبالغة القوية لإظهار وضوحه و ظهوره.
و ربما كان هو السبب في أنه تعالى لم يقل: أعرفت أو أعلمت، بل اختار كلمة:" أ رأيت" التي تستعمل عادة في الأمور المشاهدة و الظاهرة.