الإنسانية، التي خلقها اللّه تعالى فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، لو لا أنها هي التي تفرط بما و هبه اللّه إليها، فتبدأ بخسران ما حباها اللّه به، و تعود إلى أسفل سافلين، حيث قال اللّه سبحانه و تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ[1] و قال أيضا: إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ[2].
فإن اللّه عز و جل يعطي الإنسان كل ما يحتاجه، فهو يعطيه فطرة، ثم يعطيه عقلا، و قدرة، و غير ذلك من أمور تجعله في أحسن تقويم لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ...
و يقول له: إن أجهزتك صحيحة، مضبوطة كأي جهاز آخر، و يقول له: إن باستطاعتك تشغيلها، و ستعمل بصورة صحيحة، إذا استعملتها حسب الأصول، أما إذا لم تحسن استعمالها، فالذنب ذنبك و سيحدث الخلل في أكثر