و قد نلمح في القرآن أن جميع الكائنات قابلة للتربية و للتكامل، حيث أشار القرآن الكريم في آيات كثيرة إلى ربوبية و رعاية اللّه تعالى للجمادات أيضا.
قال تعالى: رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما*[1] رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ*[2] و رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ*[3].
و غير ذلك من آيات كثيرة قررت هذه الربوبية.
إلا أن يقال: إن ربوبية كل شيء و تكامله إنما هو بحسبه، و من خلال ما يملك من معطيات.
أو يقال: المراد بالرب هنا الإله.
و نقول: إن هذا الاحتمال الأخير يحتاج إلى ما يثبته.
و نشير هنا إلى أمرين:
الأول: سجود المخلوقات و تسبيحها ليس تكوينيا.
و قد حاول البعض أن يقول: إن هذا التسبيح إنما هو من حيث أن وجودها و عجيب خلقتها فيه تنزيه للّه سبحانه عن كل نقص، و عن الشريك و غير ذلك، فهي تسبحه تعالى بلسان التكوين. و تسجد له بمعنى تخضع له تكوينا أيضا .. و عرض