قد دلت الآية على أن الحمد كله متمحض للّه تعالى. و قبل بيان ذلك نشير إلى الفرق بين الحمد و المدح فنقول:
قالوا: إن المدح هو الثناء سواء أكان على شيء اختياري، أو غير اختياري، فقد تمدح الإنسان على إنقاذه الغريق، و قد تمدحه أيضا على جماله، و على طوله، مع أن الجمال و الطول هما خلقة اللّه، و ليس للإنسان فيهما أي اختيار.
و تذم بعض المخلوقات على أفعالها السيئة و على شكلها الذي تراه قبيحا أو غير متناسق، مع أن القبح ليس من اختيار الإنسان.
أما الحمد، فهو- كما يقولون-: الثناء على الفعل الجميل الاختياري.
و نحن لا نوافق على قولهم هذا، و نقول: إن هذا الحمد الوارد في هذه السورة و غيرها قد يكون على فعل اختياري كفعل الخالقية، و الرازقية، و المغفرة، الخ ..