و إنما قال تعالى: وَ لَا الضَّالِّينَ. بإضافة كلمة (لَا) و لم يقل:
و الضالين، أو: و غير الضالين، لسببين:
الأول: إن كلمة (لَا) صريحة في نفي ما بعدها، أما كلمة غير فإنما تنفيه بصورة نفي اللازم.
الثاني: إنه تعالى لا يريد أن يكون المجموع المركب من المغضوب عليهم و الضالين هو مدخول غير، ليكونوا فريقا واحدا مقابل الذين أنعم اللّه عليهم.
بل يريد أن يستثني الفريقين أي: (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) و (الضَّالِّينَ). لا بشرط. حيث إنه يريد مقابلة الذين أنعم اللّه عليهم بالمغضوب عليهم تارة، و بالضالين أخرى، و بالمجموع المركب منهما ثالثة.
و هذا إنما يتسنى في ظل كلمة (لَا) دون كلمة غير التي قد توهم المعنى الآخر.
إمامة أبي بكر في سورة الفاتحة:
و يحاول البعض أن يجعل من قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، دليلا على إمامة أبي بكر، لأن المقصود بالذين