responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 196

تناقض يسي‌ء إلى المعنى:

و الغريب في الأمر هنا: أننا نجد نفس أولئك الذين فسروا الآية باليهود و النصارى قد ناقضوا أنفسهم حين أضافوا إلى ذلك قولهم: إن المغضوب عليهم هم قوم عرفوا الحق ثم عاندوه. و هم الذين وصفهم اللّه تعالى بأنهم قوم‌ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ‌[1].

أما الضالون فهم: قوم ما عرفوا الحق، و قصروا في طلبه، فضلوا. و هم الذين وصفهم اللّه بأنهم‌ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ، وَ أَضَلُّوا كَثِيراً، وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ‌[2].

و هذا كلام عجيب، قد لا يخطر حتى على بال النصارى أنفسهم في صياغة البراءة لأنفسهم، إذ أنه يعني: أن يكون النصراني معذورا في ضلاله، و يكاد يكون هذا تبريرا لانحرافهم، حيث إن ضلالهم كان نتيجة تقصير، فلا يرقى إلى درجة الجريمة الفاحشة.

و معنى ذلك: أنه تعالى قد انتقل من الحديث عن أمر عظيم الخطورة، قد وصف به اليهود، و هو كونهم من المغضوب عليهم إلى أمر سهل و بسيط، و هو ضلال قوم بسبب تقصير منهم. لا بسبب التعمد لغير الحق!!.


[1] سورة المجادلة. الآية 14.

[2] سورة المائدة الآية 77.

نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست