و قد أشار سبحانه إلى ذلك حين قال: وَ أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ، وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ[1].
و الخط المستقيم باتجاه هدف إذا انحرف عن الاستقامة، فإنه لن يصل إلى الهدف قطعا. نعم لو انحرف مرة أخرى فإن كان الانحراف الثاني باتجاه الهدف، فإنه يصل إليه، و إن لم يكن باتجاهه فإنه يحتاج إلى انحراف آخر، و هكذا.
فإن كان الصراط يستبطن معنى الاستقامة حقا، فإن المقصود هنا من كلمة: (الْمُسْتَقِيمَ) هو التأكيد على خصوصية الصراط هذه، و ذلك من أجل:
التصريح و التأكيد على أقربيته إلى الهدف بالنسبة لسائر الطرق، بدلا من الاعتماد على الانتقال من المعنى التركيبي إلى المعنى التجزيئي، الذي يفصل الصفة عن موصوفها ذهنا.