إنه سبحانه في نفس سورة الحمد، قد نسب الفعل إلى العبد. و ذلك في قوله: نعبد. نستعين. فأنت الذي تعبد. و أنت الذي تفعل، و تريد منه أن يعينك، و يقويك، و ينشطك، و يشجعك لتحقق المزيد من النجاح و الفلاح، ثم تطلب المزيد من الهداية و الدلالة إلى كل ما يوجب القرب، و المزيد من المحفزات و المشجعات، و التوفيقات و البركات.
و لو صح ما ذكروه في" اهدنا" للزم التناقض بينه و بين" نعبد. نستعين. الضالين. حيث جعل اللّه فيها معينا هنا. و مجبرا على الهداية خالقا لها هناك.
و إذا صح: أنه نسب الضلال إلينا تأدبا.
فلماذا نسب إلينا الفعل في نعبد و نستعين، إذ لا معنى للتأدب فيهما لننسبهما إلى غيره تعالى. إذ لا قبح في نسبتهما إليه سبحانه.
إهدنا الصراط أو إلى الصراط:
و قد يدور بخلد البعض هنا سؤال، و هو: لماذا قال سبحانه هنا: اهدنا الصراط المستقيم، و لم يقل اهدنا إلى الصراط؟! فما هو الفرق بين التعدية المباشرة، و تسلط الفعل على المفعول مباشرة و بين التعدية بواسطة حرف الجر.