أولا: لأنه كلام غائم، و لا سيما فيما يرتبط بقدرات العقل على الإدراك، و حدوده و مجالاته.
ثانيا: إن الهداية على تفسيرهم هذا تنتهي بمجرد تعليم الشريعة، فإذا عرفت أحكامها فلا حاجة لقوله اهدنا كل يوم عشر مرات أو أكثر، لأن أمور الشريعة و الدين محددة و لا زيادة فيها، و الزيادة إنما هي فيما هو خارج عنها.
ثالثا: قد ذكرنا فيما تقدم: أن الهداية ليست مجرد تلقين و دلالة، ثم تقبل أو لا تقبل، على حد قوله تعالى: هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ، إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً. بل الهداية إلى النجدين هي إحدى مراتبها.
و توضيح ذلك:
هذه الهداية ليست هي- كما يقول بعضهم- التوفيق الإلهي. ليردّ عليه بعض آخر: بأن الهدايات التوفيقية خاصة بالأنبياء[1].
[1] هذا إذا أريد بالتوفيق الإلهي، الوحي. أما لو الأعم منه، فلا يختص التوفيق بالأنبياء حسبما أوضحناه.