responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 124

و واضح: أن هذا التحرر التام هو نتيجة التوحيد الحقيقي، و تأكد أو رسوخ أساس العقيدة بالنبوة و بالمعاد أيضا. فإن ذلك يفرض توحيد العبادة و العبودية، و توحيد العمل و السلوك أيضا.

نعبد و نستعين بصيغة الجمع:

و قد استعمل سبحانه هنا صيغة الجمع لا المفرد، فقال:

نعبد، نستعين. اهدنا. و لم يقل: اعبد، استعين، اهدني. و لعله من أجل أنه سبحانه يريد لهذا الإنسان أن يعيش خصوصيته الفردية في نطاق حياته الاجتماعية، و لا يريده أن ينعزل، و ينطوي على نفسه و يتقوقع داخل قفص حديدي قضبانه هي الخصوصيات الفردية المحددة، و المؤذية أحيانا. و هذا أسلوب تربوي رفيع يهدف إلى تحويل الحركة الفردية، و الفعل الشخصي إلى إنجاز جماعي، له قيمته الإنسانية الفضلى.

مع الإشارة إلى أن التشذيب و التهذيب، و إيجاد حالة التوازن في الخصوصيات و الطموحات الفردية إنما يكون في ساحة الصراع و التحدي، حيث لا بد أن تعبر تلك الحالات الفردية للأنا عن نفسها، و عن وجودها، حيث لا مبرر لهذا البروز في حالة الانطواء و البعد عن ساحة الصراع هذه.

و لأجل ذلك، فإنه تعالى حتى حين يشرع العبادات حتى الصلاة، فإنه قد جعل طابعها العام جماعيا و اجتماعيا بصورة

نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست